رسم : أحمد محمد أبو الوفا

بقلم: أحمد محمد أبو الوفا

في يوم من الأيام كان هناك طفل اسمه أحمد يعيش في بلد عظيم “مصر” أرض الحضارات التي تضم آثارًا عريقة فرعونية واغريقية ورومانية وقبطية وإسلامية.

كان يسكن في الجيزة مدينة الأهرامات وأبو الهول ويراهما كل يوم في طريقه إلى مدرسته. و كان يحب الاستماع للقصص التاريخية التي كان يحكيها له والده والآثار العظيمة التي شاهدها عندما اصطحبه والده لزيارة بلدته أسوان في إجازة نصف العام.
كما أنه كان يحب الاختراعات والعلوم الحديثة و أراد أن يعرف كيفية صنع الروبوت واهتم بهذا السؤال لأنه أراد أن يخترع روبوتًا  يصطحبه إلي كل المواقع الاثرية ويحكي له قصتها وتاريخ حضارتها.  ثم استطلع وبحث عن طريقة عمل الروبوت، واصطحبته أمه إلى مركز لتعليم البرمجة وصناعة الروبوت. مكن برمجتها أو توصيلها بالحاسب الآلي لتؤدي مهام محددة.

وعرف مكونات الربوبوت وهي السينسور وهو الذي يجعل الروبوت يتعرف على البيئة المحيطة به، العقل الإلكتروني وهو المايكرو كونترولو الذي يخزن برامج تشغيل الروبوت من الحركة، ومصدر الطافة يمد الروبوت بالطاقة اللازمة لتشغيله مثل البطارية.

تمكن أحمد من صنع ربوت على شكل طائرة وبرمجه ببيانات عن كل المناطق الأثرية في مصرنا الحبيبة، وسمى روبوته “خوفو” نسبة إلى الهرم الأكبر أحد عجائب الدنيا السبع.

وطار وحلق بالروبوت فوق هضبة الجيزة، فأخبره روبوته “خوفو” عن تاريخها وقصتها، وأنها تضم مقابر ملوك الأسرة الرابعة، وهي أهرام كل من خوفو وابنه خفرع وحفيده منكاورع بالإضافة إلى تمثال أبو الهول الشهير.

وهر خوفو هو الأكبر والأقدم بين تلك الأهرام والأطول في العالم. وفرح الروبوت عندما عرف أن اسمه مثل اسم الهرم العظيم.

ثم ذهب إلى القاهرة، فطار فوق شارع المعز وهم متحف مفتوح للآثار الإسلامية، وشاهد قلعة صلاح الدين أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، وإحدى أفخم القلاع الحربية التي شيدها صلاح الدين الأيوبي، وظلت مقرًا لحكم مصر حتى عهد الخديوي إسماعيل الذي نقل مفر الحكم إلى قصر عابدين.

ثم طار شمالًا وحلق فوق الإسكندرية، وقال له روبوته ” خوفو” أن الإسكندر الأكبر هو الذي بناها على أطلال مدينة مصرية قديمة تسمى راقودة. وهي تحمل اسمه وبعد وفاة الإسكندر كانت مصر من نصيب القائد بطليموس الأول الذي أسس دولة البطالمة، واًصبحت الإسكندرية عاصمة لحكم البطالمة. وشاهد عمود السواري الذي يقع بجوار موقع السيرابيوم، وقلعة قايتباي التي شُيدت في موقع الفنار القديم. ثم قال له روبوته خوفو: لسوء الحظ  لم تنج العديد من المعالم الأثرية للإسكندرية من الهلاك مثل فنار  الإسكندرية العظيم ومكتبة الإسكندرية القديمة ومقبرة الإسكندر الأكبر. لكن شاهد لقد أعاد المصريون عظمة أجدادهم وبنوا مكتبة الإسكندرية الجديدة.

انطلق أحمد بروبوته “خوفو” جنوبًا وهو يشاهد من أعلى النيل العظيم حتى وصل إلى الأقصر وشاهد معبد الكرنك ووادي الملوك والدير البحري الذي يوجد به معبد حتشبسوت. ثم إلى أسوان فقال أحمد لروبوته “خوفو” هذه أسوان مدينة والدي بها معبد أبو سمبل ومعبد فيلة، ماذا تعرف عنهم يا روبوتي العزيز؟

فقال “خوفو” : معبد أبو سمبل قام الملك رمسيس الثاني بحفره كاملًا في الجبل، يشتهر بتماثيله الأربعة الضخمة الجالسة التي تزين واجته، وتم بناء المعبد بدقة عالية بحيث تدخل أشعة الشمس في المعبد يومين في السنة، في 22 فبراير، و22 أكتوبر، وتعبر الصالة الرئيسية، وتضئ التماثيل الموجودة في عمق المعبد، وهذه التواريخ تتوافق مع تتويج وميلاد رمسيس الثاني.

ثم قال الروبوت “خوفو” لصديقه أحمد: هل تعلم يا أحمد أن آثار فيلة ترجع إلى العصر البطلمي وشيدوها لعبادة الإله إيزيس. فقال أحمد: أحبك يا روبوتي الذكي وتعلمت منك الكثير، هيا نطير فوق البحر الأحمر حتى نصل إلى سيناء الحبيبة.

وصل أحمد وروبوته “خوفو” فوق سيناء، وشاهد جبالها الجميلة، فقال له خوفو هناك على سفوح جبل سيناء، حيث تلقى موسى الوصايا العشر من الله، يقع دير سانت كاترين، تم بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان للرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.

وتمنى أحمد أن يكبر سريعًا، وأن يصنع مصنعًا كبيرًا للروبوتات ” خوفو”  يبيعها في جميع أنحاء العالم ليعرفوا تاريخ وحضارة بلده العظيم مصر. كما تمنى أن يطور برمجة روبوته ليضم معلومات عن كل آثار العالم.