ياسين
مدینة القصیر هى مدینتى التى ولد فیها.وفطر الإنسان على حب الوطن حتى ولو قلت الإمكانیات وندرة الفرص فى حیاة أجمل.لا أنكر أنها مدینة
جمیلة تقع على ساحل البحر الأحمر الخلاب.ولكن المشكلة التى كنت دائما عائق بالنسبة لى هى
بعدها عن العاصمة المصریة القاهرة.فدائما الأهتمام یقل فى مصر كلما بعد عن المركز.فلا أجد فرص فى تطویر مهاراتى من خلال ندوات تدریبیة
أو محاضرات من متخصیصین مثل ما یحدث فى القاهرة والمدن الكبرى.وأستمر الحال كما هو بالنسبة لى,أحاول أن أتطور من نفسى أو أبحث عن
المعلومات الغامضة والتساؤلات التى تملىء ذهنى فلا أجد إلا محرك البحث جوجل أو الیوتیوب.حتى أجتاحت العالم جائحة كورونا وأصبح الكل فى
خوفا من المرض الغامض شدید الانتشار.وبسبب هذا المرض اللعین تساوت المدن والقرى,القریب والبعید,أصبح الكل
الإجتماعى
المنزل وفرض التباعد
أمام شاشات الكمبیوتر أو شاشات الهواتف الذكیة.فظهر التعلیم عن بعد,وأصبحت الدورات والمحاضرات التثقیفیة من المنازل.وعن طریق الفیس
وجدت إعلان عن مبادرة “رحلة تساؤل”.فقدمت طلب برغبة المشاركة فتمت الموافقة.المبادرة كانت تستفسر عن الاسئلة التى تدور فى أذهاننا ولا
نجد لها إجابة واضحة.إشتركت ببعض الأسئلة التى تشغل تفكیرى وأرید أن أعرف أكثر عن إجاباتها أو طریقة للوصول الى نقطة تقترب من
الحقیقة حتى ولو بإجابات لیست قاطعة.كانت أسئلتى هى :
1-أین ظهر الانسان الأول ؟ وكیفیة تكوین شكله؟ وهل هو مثل الأنسان الحالي أو كان له شكل أخر؟
2-هل یوجد كائن آخر في كوكب بعید؟
3-هل الغراب طائر مثل باقي الطیور في أسلوب حیاته؟
الأسبوع الأول
حصل تعارف ما بین الفریق وأنا سعیدة جدا لتعرفي علي زملاء من محافظات مختلفة وثقافات آخرى فمصر غنیة بتنوع واختلاف ثقافاتها.وأول
خطوة بدأنا بها إننا نرى أى سؤال عندنا فضول عنه أكتر من بین هذة الأسئلة ,وأنا أخترت سؤال وهو :هل یوجد كائن آخر في كوكب بعید؟.وتشكل
هذا السؤال بداخلى عندما شاهدت فیدیوهات عن الكواكب والنجوم ورأیت أنه یوجد الكثیر من المجرات غیر مجرتنا.تصل الى عدة ألاف من
المجرات. وهذا یعنى بالقطع أنه یوجد كواكب ونجوم آخري غیر التى في مجرتنا .وبالنظر إلى الصور الفضائیة التى وجدتها على محرك البحث
جوجل تظهر الأرض كنقطة حبر صغیرة جدا ولا تصل حتى إلى حبة رمل فى الفضاء الشاسع المتسع اللانهائى,أو مثل خلیة وسط ملیارات الخلایا
فى جسد الإنسان.وبعد هذه المعرفة البسیطة عن كوكب الأرض ومجرة درب التبانةوالمجرات الآخرى أصبح من المستحیل أن أتقبل فكرة أن الحیاة
موجودة فقط على نقطة الحبر (الأرض).ذهب خیالى إلى أحتمال أن یكون هناك مقومات حیاة علي كوكب اخر مثل مقوماتنا مثل الشمس والقمر
والهواء وبالتأكید الماء لأنه سر الحیاة.لذلك هذا السؤال عن وجود حیاة فى كوكب اخر بعید مرتبط تماما بمعرفة الإنسان الأول ونشأت الحیاة على
الارض.فمن المستحیل معرفة البعید قبل القریب.فكان على أن أبحث عن هل الإنسان الأول من ملایین السنین كان على هذا الشكل أم حدث تتطور
فى مظهره.والسؤال الثالث كان عن الفراغ الذى یشغل بین الكواكب أو ما یسمى بالفضاء هل یوجد به أسفل و أعلى؟.أصبحت معظم أسئلتى مرتبطة
ببعض.لذلك لزم على أن أقسمها أو بالأدق أقسم طریقة البحث عن إجاباتها.السؤال الأول یدور عن الحیاة فلابد أن نبحث عن مقومات الحیاة والسؤال
الثانى یستفسر عن شكل الإنسان فلابد أن نبحث عن التطور والحاجة التى تدفع إلى التطور.والسؤال الثالث یبحث عن هذا الظلام الشاسع بین
الكواكب والمجرات وهل یوجد بدایة أو نهایة.
الأسبوع الثاني
بدأنا نبحث عن مصادر تساعدنا حتي نجد إجابات لأسئلتنا أو حتى معلومات عن ما نبحث.فعدم وجود إجابة لسؤال فهذا أمر قد یحدث ولكن الأهم
هو طریقة البحث عن الإجابة.تم الإتفاق بتوجیه من الأستاذة شیماء المدربة على عمل جدول عمل لتنظیم كیفیة العمل لكل شخص.كان الجدول عبارة
عن البحث عن مصادر مثل یوم لقراءة الكتب,یوم للبحث عبر جوجل,یوم لسؤال شخص عنده خبرة في هذا المجال ویوم أخرحلقة نقاش بین
الفریق.أحببت بشدة هذه الطریقة فى العمل لتنوعها داخل الجدول.وبهذة الطریقة أستفدت وعرفت معلومات كثیرة وخصوصا بعد ما تناقشت مع
فریقي عن سؤالي.وتناقشت أنا وأبي عن الاسئلة التى إشتركت بها فى المبادرة وسجلت اللقاء الذى دار بیننا.ثم أرسلته الى المدربة ولاقى استحسان من
جانبها.
أكتشفت بعد ما بحثت كثیرا أن هناك أحتمال وجود حیاة علي كوكب المریخ فى مجرتنا.لأن العلماء أكتشفوا ولأول مرة بحیرة ماء سائلة جوفیة
ضخمة في المریخ بعد عقود من البحث عن الماء سر الحیاة في الكوكب الأحمر وهذا الإكتشاف عزز طریقة التفكیر بأنه من الممكن أن یكون هناك
كائنات حیة في مجرة أخري غیر مجرتنا وأیضا یوجد أحتمال أخر بأن تلك الكائنات قد تحیى بمقومات اخرى لیست كالمقومات التى أتت بالحیاة على
الأرض.یوجد في الكون أكثر من عشرة ألاف ملیون ملیون ملیون نجم منها ما هو أكبر من الشمس ومنها ما هو أصغر منها ومنها مثلها في الحجم
فأحتمال وجود مجموعات شمسیة كشمسنا أصبح شبه مؤكد فزاد من أحتمال وجود حیاة أخري علي الكواكب. تعلمت أنه لو أردنا أن نثبت على وجود
كائنات اخرى فى الماضى فعلینا أن نبحث عن أثار لتلك الكائنات .والأثار متعددة مثل حفریات,خلایات أو مباني.وفي معلومة ذكرها أحد الزملاء فى
المبادرة وجذبت أنتباهي. قال:أن المسافات بین الكواكب شاسعه وبتقاس بالسنین الضوئیة علي سبیل المثال الصورة التى سیراها أي كائن للأرض
من كوكب بعید. لو هو مثلا علي بعد 3سنین ضوئیة فسوف یرى الموجود علي الأرض من ملایين السنین مثل الدیناصورات.أثارت تفكيرى هذه
المعلومة.وعندما بحثت عنها أكتشفت أیضا أننا نرى نجوم متراصة فى السماء باللیل وأن بعض هذه النجوم قد أختفت من هذا المكان أو أنفجرت من
سنوات بعیدة ولكن ضوئها وصل إلینا متأخر.
الأسبوع الثالث
وفي هذا الأسبوع حصلنا علي عطلة العید وبعد العطلة بدأنا نبحث عن معلومات أكثرو ندون كل ما حدث في الأسبوعین الماضین وما هي
المعلومات التي أكتسبناها من المبادرة. كان یوجد مهمات كثیرة فى الأیام السابقة التي مرت وفي كل مهمه تعلمت شئ جدید. وأستفدت ممن هم أكبر
مني سننا أشیاء كثیرة ومختلفة لم أكن أعرفها وهم درسوها قبلي.
الأسبوع الرابع
أكملت التدوین حتي أنتهیت منه فى الأسبوع الرابع.وهو الأسبوع الأخیر للأسف.أستمتعت جدا بهذة المبادرة ,وتعلمت الثقه بالنفس وعدم الخجل
والخوف من إبداء رأیي إذا تم الإعتراض علیه وإنجاز العمل والشجاعه.وكل هذه السمات الجدیدة لم تكن موجودة بقوة بداخلى أو بالأدق كنت أفتقدها
فى نفسى.